دعوى قضائية ضد رونالدو بمليار دولار… ما السبب؟

يواجه مهاجم نادي النصر وأفضل لاعب في تاريخ رياضة كرة القدم دعوة قضائية جماعية بهدف الحصول على تعويض مادي يصل إلى مليار دولار أمريكي وذلك للأضرار التي تسبب بها البرتغالي بعد ترويجه لعملات رقمية مشفرة و رموز NFT والتي صدرت عن شركة بينانس الرائدة في مجال تداول العملات الرقمية المشفرة.

المحكمة الاتحادية بالدائرة الجنوبية لدولة فلوريد رفعت على رونالدو البرتغالي دعوة قضائية في اليوم الماضي تحت ذريعة ترويج العملات الرقمية المشفرة لمنصة بينانس باعتبارها عملية غير قانونية ومخادعة، إضافة إلى اعتبار أن الشراكة بين بينانس ومشاهير عالميين أمثال رونالدو ساهمت في القيام باستثمارات غير قانونية وغير أمنة وباهظة الثمن في كثير من الأوقات.

يعتبر الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو أيقونة في عالم كرة القدم بشكل عام وأحد أبرز رموز الدوري السعودي للمحترفين بشكل خاص، ويصنف من ضمن اللاعبين القادرين على تغيير نتيجة المباراة في أي لحظة بفضل مهاراته وتأثيره الكبير فوق أرضية المستطيل الأخضر، لذلك تشهد مباريات نادي النصر السعودي حضور جماهير ضخم جدًا؛ للمراهنة على أحداث المباريات ومجرياتها مقابل الفوز بالجوائز المادية الضخمة عبر مراهنات كرة القدم اون لاين.

احتيال باينانس

تقول الدعوى القضائية الموجهة إلى الدون البرتغالي في محكمة فلوريدا الاتحادية الجنوبية أن منصة باينانس تتيح إمكانية الوصول لهذه المستويات من الاحتيال من خلال بعض المساعدة التي يتم تقديمها بشكل متعمد من قبل الأثرياء وأقوياء المشاهير في المنظمات المتنوعة والمشاهير المعروفين حول العالم، تمامًا كالمدعى عليه الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو.

استثمار رونالدو مع بينانس  

أطلق الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو مجموعته الاستثمارية التي يطلق عليها اسم (CR7NFT) مع شركة بينانس للتداول في العملات الرقمية المشفرة في شهر نوفمبر من العام المنصرم قبل انطلاق بطولة كأس العالم في قطر عام 2022، والجدير بالذكر أن الأسعار تراوحت ما بين 77 حتى 10 آلاف دولار أمريكي، كما وتضمنت المجموعة الاستثمارية لرونالدو 7 تماثيل غير ثابته من لحظات تاريخية في مسيرة اللاعب الاحترافية، وقد تم تنفيذ هذه المجموعة الفاخرة خلال 7 أيام فقط من خلال طرحها، وذلك بحسب ما جاء في الدعوة القضائية.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن الدون البرتغالي استمر في الترويج في ذلك الوقت عبر منصة بينانس وعلى موقعه الالكتروني الشخصي، إضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، كما ونشر الدون البرتغالي مؤخرًا على منصة تويتر سابقًا مقطع مصور لمنصة بينانس للترويج لها والاستعداد للحديث عن شيء ما متعلق بالعملات الرقمية المشفرة مع المنصة.

تبادل صكوك غير مسجلة

قالت منصة بينانس في الدعوى القضائية بأن الدون البرتغالي يقف وراء عملية تبادل صكوك غير مسجلة في المنصة، واعتبرت المنصة أن هذه الأفعال هي منافية للقوانين الأمريكية التي تتماشى مع الدعوى القضائية في الجهات التنظيمية، كما وأبدت الشركة موافقتها على تسوية مع الدون البرتغالي بقدر 4 مليار دولار يتم تسديدها، من جهة أخرى تنحى مؤسس الشركة تشانغ بينغ بعدما أعترف بذنبه في الفشل الذريع الذي ارتكبه في الحد من غسل الأموال في المنصة.

منصة بينانس بدأت تفقد ربع حصتها لعدة أسباب

بدأت منصة بينانس بالانهيار وتلقي الصدمات منذ العام الماضي نجم ذلك عن انهيار حاد في سوق العملات الرقمية المشفرة، ناهيك عن الاختراقات والافلاس بعد عام 2021 الذي كان عامًا مزدهرًا، وبذلك تفقد المنصة زخمها وشهرتها بعد الصدمات المختلفة التي تعرضت لها بسبب القيم وأحجام التداول المختلفة والضخمة من خلالها.

وأردف محللون السبب وراء انهيار سوق العملات الرقمية المشفرة لعدة أسباب متتالية، منها: تلك الأسباب التي ارتبطت بسوق العملات المشفرة وانهيارها، إضافة إلى العديد من التطورات الاقتصادية والسياسية وإجراءات التشديد والقيود النقدية، وحجم التضخم في العالم، إضافة إلى رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتبعية البنوك المركزية.

الجدير ذكره هنا، أن منصة بينانس تعتبر أكبر سوق عملات رقمية في العالم، ولكنها عانت في الشهور القليلة الماضية من حالة تراجع خلال الأشهر القليلة الماضية، وتعرضت لصدمات كبيرة جدًا في الولايات المتحدة بسبب قوانين الرقابة التي فرضت على المنصة، جنبًا إلى جنب تحركات المنظمين ولجان تداول السلع الآجلة، الأمر الذي أجبر المنصة على تقليل عدد موظفيها ومواجهة التحديات وسط وجود مخاوف متصاعدة مع المتعاملين.

انخفاض الزخم والشعبية

يرى المحللون أن سوق العملات الرقمية المشفرة فقد الشعبية والشهرة الكبيرة، ناهيك عن فقدان المتعاملين والمتداولين للشغف في تداول العملات الرقمية، الأمر الذي ينذر بكارثة في حجم تراجع التداول والقيم في الأسواق الرقمية.

وبحسب تقرير نشرته المجلة البريطانية فاينانشال تايمز، قالت أن منصة بينانس قد فقدت أكثر من ربع حصتها في السوق المالي في الأشهر القليلة المنصرمة، بينما تشهد المنصة ملاحقة من قبل هيئات ولجان أمريكية بسبب الانتهاكات المعارضة للقوانين الفيدرالية الأمريكية.

من جهة أخرى بلغت حجم سيطرة المنصة نحو 57 بالمئة من حجم تداولاتها في بورصات العملات الرقمية المشفرة في مطلع شهر فبراير، ناهيك عن حالة التراجع الحاد الذي تعاني منه منصة بينانس والمنافسة التجارية القوية والتدقيق في الأنشطة من قبل المسؤولين الأمريكيين.